بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد
قال أحدهم : سمعت أعرابياً يقول : ( إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه ، وتشوقه إلى إخوانه ، وبكاؤه على ما مضى من زمانه ) ، وقيل ثلاث خصال في ثلاث أصناف من الحيوان : الإبل تحن إلى أوطانها ، وإن كان عهدها بها بعيداً، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدباً ، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعاً ، ولما أشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة محل مولده ومنشئه أنزل الله تعالى عليه قوله ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد) إلى مكة ، وفي الأثر قَدِم أُصيل الغفاري ( بالتصغير ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب ، فقالت له عائشة كيف تركت مكة ؟ قال : أخضرت جنباتها ، وابيضت بطحاؤها وأغدق أذخرها وانتشر سلمها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حسبك يا أصيل لا تحزني ) وفي رواية ( وبها يا أصيل تدع القلوب تقر(
إذ لا ملائمة بين حب الوطن وبين الإيمان ، ويرده قوله تعالى ( ولو أنا كتبنا عليهم ) ، فإنه يدل على حبهم لوطنهم مع تلبسهم بالإيمان إذ ضمير ( عليهم ( للمنافقين ، وقال الألباني رحمه الله ( ومعناه غير مستقيم إذ أن حب الوطن كحب النفس والمال ونحوه الخ
والخلاصة إن ألفة الموطن الأول والحنين إليه مركوزة في الفطر وإليه يشير قول الشاعر:
وكم من منزل في الأرض يألفه ،،،،،، الفتى وحنينه أبداً لأول منزل
فنريد وطنية مبنية على طاعة الله وحبه ، ونريد لوطنيتنا لبلدنا أن تبقى مادامت السماوات والأرض